من: محمود صلاح الدين

عقب أيام من القمة العربية الإسلامية الأمريكية، بالرياض بداية الأسبوع الحالي، انتقدت وسائل الإعلام السعودية تصريحات منسوبة لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اعتبر فيها إيران دولة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، ولها ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، وفقاً لكلمة نقلتها وكالة الأنباء السعودية عن الوكالة القطرية الرسمية.

ونفت قطر، أمس، تصريحات الأمير، وقالت: إن موقع الوكالة تم اختراقه، إلا أن موقع العربية نت، أورد تقريراً أوضح فيه صعوبة اختراق موقع الوكالة وصفحاتها الرسمية على بعض مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في افتتاح القمة العربية الإسلامية الأمريكية، الأحد الماضي، إن إيران تمثل رأس الحربة في قيادة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وإلى اليوم، وضربت بالقوانين الدولية عُرْض الحائط خاصة في حسن الجوار.

وتابع الملك سلمان: "وقد ظن النظام في إيران صمتنا ضعفاً وحكمتنا تراجعاً حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته".

وانتقدت الصحف السعودية تصريحات أمير قطر، وتحت عنوان: قطر تخالف التوجه الخليجي.. وتعاكس التيار في تصريحات "مثيرة"، قالت صحيفة الرياض، إن التصريحات لا تتواكب مع وحدة الصف العربي والخليجي، ولا ما نتجت عنه قمم الرياض، والمتلقي أذكى من تقبل عذر "الاختراق".

وقالت صحيفة عكاظ إن قطر تشق الصف.. وتنحاز لأعداء الأمة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية - واس عن الوكالة القطرية تصريحات لأمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني؛ بقوله: إن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع، وسنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات؛ حماية للدور الرائد لقطر إقليمياً ودولياً، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها.

وقال الأمير وفقاً للوكالة: "إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش، مضيفاً: أن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته إلا بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل".

وتابع بحسب "واس": ولا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله، داعياً الأشقاء في جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة، مؤكداً أن قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه.

وشدد أمير قطر أن العلاقة مع الولايات المتحدة قوية ومتينة، رغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأمريكية الحالية، مع ثقتنا أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي.

وأشار إلى أن قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، فإنها هي الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره.

ووفقاً لصحيفة عكاظ، حجبت السعودية مواقع قطرية شملت وكالة الأنباء القطرية، وقنوات الجزيرة كافة، وصحف "الوطن"، و"الراية"، و"العرب"، و"الشرق القطرية"، وقالت صحيفة البيان الإماراتية: إن الإمارات حجبت مواقع الصحف القطرية كافة، بالإضافة إلى مواقع قنوات الجزيرة.

ويذكر أن مارس 2014، شهد أزمة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي وقطر، بعد سحب 3 أعضاء سفرائهم من الدوحة؛ بسبب مخالفة قطر لاتفاق الرياض الموقع بين السعودية، وقطر، والكويت في 23 نوفمبر 2013، ونص على عدم تدخل الدوحة في الشؤون الداخلية لدول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، ووقف الحملات الإعلامية الموجهة ضد الدول العربية وفي مقدمتها مصر.